بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين
لماذا لا يتم تصوير هيبوستاسيس [1] الآب فى الايقونة الارثوذكسية القبطية ؟!
فى الحقيقة أن الايقونة الارثوذكسية وتكريمها يرجع بالاصل لتكريم الرب ذاته
فنحن نصلى فى اثناء توزيع التناول على الشعب قائلين " سبحوا الله فى جميع قديسيه ( مز1:150) " إذ أننا ايضاً نكرم القديسين كبشر استحقوا ان يحفظوا صورة الله ومثاله (تك26:1) "
وعلى هذا فالكتاب ايضاً يخبرنا إن القديسين صاروا هيكل الله بالحق وخرجت عجائب من اجسادهم " فنجد ان عظام اليشع النبى تقيم الميت
وتجد فى الفن القبطى بالتحديد سمة واضحة وهى ان منظر القديسين " واعنى الوجه " يشبه وجه الرب يسوع وهذا فى علم الايقونولوجى يعني أن نقدم الاكرام للمسيح ومن صاروا بالحق مسيحاً على الارض من جهة حفظهم للطبيعة المجددة من خلال سر المعمودية وتكريسهم لذاتهم من خلال اقتبال سر الميرون
أننا لا نصور الإبن كما جاء من ايقونة المنديل المقدس " للقديس فرونيكا " ومع إنه يوجد ايقونات كثيرة للرب يسوع
ولكنها تجمع شئ مشترك " واعنى هنا فقط ما اعترف به من الايقونات الارثوذكسية وبالاول القبطية " فهى لا تميل للتجسيم والذى يظهر فى فن الكاثوليك الايطالى .. ولكنها توضح عقيدة وايمان وطقس وامور روحية ولاهوتية اعمق من كون بشرة الرب فاتحة وعنياه زرقوتان
وفى بعض ايقوناتنا نسمح بإظهار الروح القدس مما قد كتب عنه فى الكتاب المقدس إن كان على هيئة حمامة فى ايقونة عيد الثيؤفانيا [2] او فى ايقونة البنطقستى [3] على هيئة السنة نار
وهذا لانها ظهورات حدثت فعلاً .. ولكننا لا يمكن ان نقول ان الحمام هى الروح القدس بل هى اشارة ورمز له وكذا السنة النار
اما عن الآب فالآب لم يراه احد ولا يمكن تصويره كرياح خفيفة كما جاء فى الكتاب ولا يمكن تصويره بالرجل الكبير " الشيخ ذو اللحية الطويلة عابث الوجه " فهذا يتعارض مع امور كثيرة ذكر منها فقط :
1- ان الله الآب لم يراه احد قط .. بل أننا نعتبر ايقونة الرب يسوع هى ايقونة الثالوث اذ قال من رآه فقد رأى الآب ونفس الحال بالنسبة للروح القدس
2- الله الآب لم يتجسد فتجسيده يعني مخالفة انجيلية او عودة لبدعة ظهرت فى كنيسة الغرب هى البدعة الآبية واستكمال لها ظهرت بدعة سابيليوس ومازال الجانب الغربى يفسر اشتراك الآب فى الالام الصليب وانفصال العلاقة فى الموت فى تفسير يخالف كل ما قاله الاباء المعتبرون لعبارة الهى الهى لماذا تركتنى
المراجع
-----------
1- هيبوستاسيس تعنى تحت الكيان فنحن نؤمن بكيان واحد هو الله تحته آب وإبن وروح قدس فى احتواء ولا محدودية
2- ثيؤفانيا هو عيد الظهور الالهى ويعني عيد الاخبار الذى لا يدع مجال للشك فى اعلان الله عن ذاته كثالوث قدوس
3- بنطقستى هو عيد حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل الاطهار
*الصورة التى تصور الآب خطأ
الصورة الاخرى تصور عيد الثيؤفانيا توضح الإبن ويوحنا المعمدان القديس والشهيد والروح القدس والحابة كتصوير لصوت الآب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تسعدنا تعليقاتكم وارائكم.. اذا وجدنا نعمة فى عيونكم فرجاء مشاركة ما نكتبه على مواقع التواصل والرب يبارك عملكم