العلامة اوريجانوس

بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد امين

العلامة اوريجانوس
حياته :
هو مصر اصيل ( الاسم مشتق من حور جينوس آى ابن الأله حور ) ولد فى الاسكندرية حوالى 185م ابوه ليونيدس(ابن الاسد) اهتم بتربيته وبتثقيفه بالكتاب وكان متأملاً منذ صغره ، عاصر الاضطهاد الذى اثاره سبتيموس ساويروس 202م وسعى وهو فى ال17 ان يستشهد لكن امه اخفت ملابسه فأرسل لوالده الذى قبض عليه (احذر ان تغير قلبك بسببنا) وظل مع اخوته الستة
صودرت ممتلكاتهم فلجأ لسيدة عجوز غنيه ربته فى بيتها ولكن سرعان ما تغير الامر لانها رحبت بشخص اسمه (بولس الانطاكى) كان هرطوقى واعتبرته فيلسوفاً خاصاً بها، فلم يصلِ اوريجانوس حسبما جاء فى الدسقولية بألا يصل احد القديسين مع الهراطقة ولا فى البيت لانه لا شركة للنور مع الظلمة
بدأ فى تدريس العلوم للوثنيين ووجدها فرصة للمدخل الايمانى والعلوم اللاهوتية فجذب كثيرين ( ق بلوتارخس الذى استشهد والبابا ق ياروكلاس ال13)
بعد نياحة ق اكلمينضس الذى كان عميد مدرسة اسكندرية لم يجد ( البابا ق ديمتريوس الكرام ال12) شخص يستحق ان يرأس هذا الصرح سوى اوريجانوس لما رأه فيه من علم وشجاعة فباع اوريجانوس مكتبه الغير دينية وصار عميداً وهو فى ال18 من عمره لمدرسة الاسكندرية
ومن ثم تطورت المدرسة على يديه فكما يقول ق اغريغريوس الصانع العجائب والمعجزات " لقد جذبنا بأعماله التى فعلها أكثر من تعاليمه التى علمنا اياها " ويقول عنه يوسابيوس القيصري " كان سلوكه يتفق مع تعاليمه وتعاليمه مع حياته " وكان يقلل من النوم كثيراً وينام على الارض ويحيا حياة نسكية شديدة
ولأجل الحياة مع الله اعتقد فى لزوم البتولية ولهذا نفذ حرفياً (متى12:19) وربما يكون قد قدم توبة عن هذا
من جهة المؤمنين من مدرسة الاسكندرية فقد نادى بلزوم التوبة والمعمودية " الحياة المسيحية العملية "
اهتمامه البالغ بالشهداء الى حين انه كان يوجد معهم فى السجن ويوماً ما غضبوه عليه فحلقوا شعره والبسوه زي الكهنة والوثنيين واصعدوه على قمة معبد السيرابيوم واعطوه سعف وقالوا اعطيه لنا على طقس كهنتهم الوثنيين ولكنه قال لهم " خذوا هذه الاغصان لا برسم الاوثان بل بإسم ربنا يسوع المسيح خالق الانسان " فأردوا قتله ولكن الله نجاه من يدهم
قسم مدرسة الاسكندرية بسبب الاقبال الشديد الى فصلين فصل للمبتدئين لدراسة مبادئ التعاليم المسيحية واختار له هيراقلاس واما هو فأسند لنفسه المتقدمين فى الدراسة
قام بعدة رحلات 1- 212م زار روما وقابل ق هيبوليتس  2- 214م بلاد العرب عدة رحلات وبرز دوره فى رده على بريلوس
              3- 216م الى فلسطين وحدث ان وعظ فأمره ق ديمتريوس الكرام بالعودة فعاد  4- رحلة انطاكية مع الحامية الحربية
              5- رحلة اليونان للقيام بالصلح وفى قيصيرية سيم اسقفاً
قام البابا ديمتريوس بحرمانه لاجل سيامته لسببين
1-      قبول السيامة بدون اخذ تصريح وموافقة من اسقفه وقبولها من اسقف اخر
2-      كان قد خصى نفسه فكيف يقبل كهنوتاً
عقد مجمعين اولهما من الكهنة والاساقفة بالاسكندرية قام برفض السيامة واقرار استبعاده عن الاسكندرية ومن ثم مجمع للاساقفة وحدهم 232م قام باعلان بطلان كهنوته واعتباره لا يصلح للتعليم لوجود بعض الاخطاء اللاهوتية فى كتبه، وارسل القرار مكتوب من ق ديماريوس الى اسقف روما الذى عقد مجمع ايد فيه ما حدث وهكذا غالبية الايباراشيات عدا }فلسطين،ايخائية،بلاد العرب،فينيقه،كبدوكيا{
فى النهاية اسس اوريجانوس فى فلسطين مدرسة رأسها حوالى 20 عاماً وكان يشرح الكتاب المقدس فى الكنيسة ورغم هذا اتسم بالتواضع
سافر الى اثينا ورد على قانونية قصة سوسنة العفيفة والقى القبض عليه لما عاد وعذب ووضع فى طوق حديد وهدد بالحرق ثم اطلق صراحه ولكنه مع هذا تنيح سريعاً ربما بسبب الالام
وتنيح فى صور فلسطين 254م عن عمر69 ووضعوا جسده باكرام وكتبوا على لوح رخامى ]هنا يرقد العظيم اوريجانوس[
كتاباته واعماله :
يجدر الاشارة الى امبروسيوس ( وهو بالطبع ليس ق امبروسيوس اسقف ميلان) وهو صديق غنى لاوريجانوس امده بسبعة سكرتيرين تحت يده الى جانب الكثير من النساخ ليكتب فى الرد على الغنوصية
بسبب اشتداد الصراع حول ارثوذكسيته من عدمها صارت ليست فقد صار اقتناء اعماله امر صعب وحرق كثيراً منها فى حريق مكتبة اسكندرية والاعمال اللاتينية التى اتانا بها روفينوس " فإنه يشهد إنه اختصر بعض الجمل واضاف شروحات من نفسه حسبها ضرورية " لانه كان قد شهد بأن ايدي الهراطقة امتدت الى اعمال اوريجانوس لذا وجد من حقه التنقيح والتنقية
v   النصوص النقدية :-
- كتاب هكسابيلا " السداسيات " ( اول محاولة علمية لدراسة نصوص العهد القديم ) وضمت 6 اعمدة متوازية تشمل النصوص الاتية ] النص العبرى للعهد القديم، النص العبرى بحروف يونانية، الترجمة السبعينية، الترجمة اليونانية لسيماخوس، الترجمة اليونانية لاكيلا، الترجمة اليونانية لثيؤدوتيون [ وفى بعض الاسفار اضاف ترجمات غير معروف من قاموا بها فصار تاسوعية
v   التفاسير :-
- تفاسير لعبارت الصعبة والعسيرة فى الكتاب
- عظات فى نصوص مختارة للمناسبات وتثقيف الشعب
- تفاسير رمزية وجوانب عقيدية ويذكر أنه وضع مجلد فى ( فى البدء كان الكلمة )
v   الكتابات العقيدية :-
- كتاب عن المبادئ ( ترجمة ق جيروم له ليست دقيقة وترجمة روفينوس حدثت بها تغيرات بواسطته ) وحوى } الله وعالم الروح، العالم والإنسان وخلاص الانسان ومصيره، الحرية الانسانية ونصرة الخير النهائية، الكتاب المقدس وتفاسيره {
-  منقاشة مع هيراقليدس ( الواحدانية وخلود النفس )
- عن القيامة ( يناقش القيامة ويعتبر مقدمة لكتاب عن المبادئ )
- المتفرقات ( موضوعات متنوعة لم تناقش بترتيب )
v   الكتابات الدفاعية :-
- ضد كلسوس ( الرد على كلسوس ) كلسوس رجل له مكانة فى البلاط وقرأ كتابات الغنوسيين وادعى المعرفة الكاملة للمسيحية فبدأ انتقادها وكتب كتاب فقد ولكن من خلال رد اوريجانوس نستنتج الكثير عن ما كتبه
v   كتاباته العلمية :-
- فى الصلاة ( مقال موجه الى سيدة تدعى تاتيانا ولامبرسيوس ) يتحدث فيه اولاً عن الصلاة وثانياً عن الصلاة الربانية
- حث على الاستشهاد ( كتب فى قيصرية فلسطين لحث امبروسيوس وبروتوكتيوس على الاستشهاد )
- عن القيامة ( مقتطفات عن مقال للقيامة )
v   رسائلة ( اقتبس ق جيروم 4 مجموعات من رسائله ولابد انها هى التى نشرها يوسابيوس القيصري وعلى العموم لا توجد سوى رسالتين كاملتين له ) :-
- الاولى ( وردت فى كتاب الفيلوكاليا ) وهى موجهة لـ ق اغريغريوس الصانع العجائب
- الثانية ( وجهت ليوليوس افريقيانوس )
( كتب يوسابيوس عن رسائل اخرى احدهم لفيلبس الامبراطور العربى وزوجته سيفيرا ورسائل للاسقف فابيناوس )
اهم وابرز اخطائه التعليمية :
1- الوجود السابق للنفوس ( كل الارواح ازلية خلقها الله متساوية وأن العالم الحسي ليس إلا مكاناً للتطهير بالنسبة لها من خطايا سابقة للنفس قبل لبسها للجسد)
2- خلاص الشيطان وكل الكائنات العاقلة وعودتهم إلى مسرة الله وصداقته وربما إنه عدل نظريته كما ورد فى تفسير عبارة ( جسد المسيح إنه كل الخليقة )
3- اجساد القيامة وان الله روح وكل تصور لسماته فى شكل بشرى هو امر غير صادق
مشكلة الاخوة طوال القامة ومأساة ق يوحنا فم الذهب :
الاعتقاد بالتجسيم (Anthropomorphism) : ان الله له جسد وقدم وعين ورأس
الاخوة طوال القامة : هما امونيوس وهو الاكبر وديسقوروس اسقف هرموبوليس " الاشمونيين" واخونين كاهنين فى الاسكندرية ( اثنيموس وويوساب )
البابا فى 399م يهاجم فكر رهبان الاسقيط المعتقدين بالتجسيم فى الرسالة الفصحية
الرهبان الاسقيطيون يتجمعون ويعتصمون امام مقر البابا، والبابا يهدئهم بـ " إذ اراكم انظر وجه الله "
الاخوة الطوال يعترضون، ويصفون البابا بالجبن وتزداد الخلافات بسبب ايسذوروس
فى عام 400م هاجم البابا الاخوة فى رسالته الفصحية، واشتد الخلاف بينهم وبين رهبان الاسقيط مما ادى لهروبهم
وبعد رحلة هروب لجأوا اخيراً لفم الذهب الذى حاول ان يحل الموضوع الى ان تعقد وتدخل فيه ق ابيفانيوس اسقف سلاميس وق جيروم وحدث حوادث كثرة
واخيراً قاد البابا مجمع السنديان السئ السمعة من خلال استغلال الامبراطوره افدوكسيا والذى فيه حكم بعزل فم الذهب ونفيه الى قومانا وهناك تنيح فى14\9\407م
ماذا قالوا عن اوريجانوس :
كواستن : بلغت مدرسة الاسكندرية أوج عظمتها فى عهد اوريجانوس خليفة القديس اكليمنضس وهو المعلم والباحث الممتاز فى الكنيسة الاولى، يحمل فى تعليمه معارف ويعتبر احد المفكرين المبعدين الذين شاهدهم العالم
لقبه اخرين بأدمانتيوس ( اى الرجل الفولاذى ) لقوة حجته التى لا تقاوم والى مثابرته
ق الكسندروس الاورشليمي : أننا نعرف جيداً الابوين الطوباويين "بنتينوس واكليمنضس" الذى سلكا الطريق قبلنا وسنلحق بهم سريعاً وقد تعرفت خلالهما عليك إذ انت هو ممتاز معهما يا معلمى واخى
ق اغريغريوس العجائبى : لقد جذبنا بأعماله التى فعلها اكثر من تعاليمه التى علمنا اياها
يوسابيوس القيصري : سلوكه كان متفق مع تعاليمه وتعاليمه مع حياته  لذلك القوة الالهية التى تعمل فيه هى التى جذبت كثيرين
البابا شنودة الثالث : هو شخصية عجيبة يقف عندها التاريخ احطار فيه واختلف عليه قديسون
ابونا تادرس يعقوب ملطى : يعتبر هو مؤسس المدرسة الرمزية والتى صارت الاسكندرية فى خطاها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تسعدنا تعليقاتكم وارائكم.. اذا وجدنا نعمة فى عيونكم فرجاء مشاركة ما نكتبه على مواقع التواصل والرب يبارك عملكم