بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد أمين
الخطية الأصلية ..
+
إن موضوع الخطية
الأصلية وهل ورثنا خطية ادم نفسها أم ورثنا نتائجها فقط قد شرحه القديس بولس فى (رو
5: 12(
فقال : “مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ
كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ
إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا
اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ
الْجَمِيعُ
+وفى هذه الآية يؤكد الرسول أن خطية آدم كانت
أصلاً ومنبعاً لخطايا الجنس البشرى
وان الموت هو نتيجه وقصاص
على خطيه ادم
.. واننا اشتركنا
فى خطيه ادم
+ومع الرجوع إلى الاصل اليونانى :
1- الخطية كشخص :
اذ يقول الرسول "
أَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى لْعَالَمِ " اى بمعصيه ادم دخلت الخطيه الى الجنس البشرى
+وفى قوله " دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ
"
GNT : ἡ ἁμαρτία
εἰς τὸν κόσμον εἰσῆλθεν
نجد ان مار بولس هنا يشخصن الخطيه فيتكلم عنها كشخص وليس كصفه
بل ككيان له وجود
وكلمة " شخص"
تعنى شخص يفعل ويؤثر
*وأيضا فى قوله “إِذاً لاَ تَمْلِكَنَّ الْخَطِيَّةُ
….” ( رو 6: 12)
GNT : μὴ οὖν βασιλευέτω ἡ ἁμαρτία
GNT : μὴ οὖν βασιλευέτω ἡ ἁμαρτία
وهكذا جعل الخطيه شخص
يدخل ويمتلك
..
-2إجتاز الموت :
ففى قوله " وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ
وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ .. " (رو12:5)
GNT : καὶ οὕτως
εἰς πάντας ἀνθρώπους ὁ θάνατος διῆλθεν
+ وهنا يتكلم الرسول عن ميراث الخطيه ويربط الموت
بالخطيه فالموت هو عقوبه تتبع الخطيه
الخطيه هى الاصل والموت
تابع لها كالظل الذى يتبع الانسان
فعندما خلق الله الانسان
لم يخلقه لكى يموت كما فى هرطقة البلاجية [1]
إذا الموت جاء نتيجة
للخطية وكلمة διῆλθεν
تعنى ليس مجرد الظهور بل تعني سري اى انتشر
فإضافة المقطع διά فى بدايه الكلمة فإنها تعطى معنى التوزيع والإنتشار
بمعنى أن الخطيه التى
يتبعها الموت كظل لها قد توزعت وإنتشرت وتغلغلت فى الجنس البشرى كله [2]
3- ثلاث كلمات لا
يمكن الفصل بينها ( الخطية ، الموت ، خطية أدم )
+
إذا تساءلنا
ما هى الخطيه التى يتكلم
عنها الرسول هنا
.. بالطبع هى خطيه آدم وليس أى خطيه ..
لأن خطية آدم هى التى
سببت الموت فلم يحدثنا الكتاب عن أى خطية تورث إلا خطيه آدم ،
بل على العكس فالكتاب
لا يحمل الأبناء أخطاء الأباء أما عن الآيه : " فْتَقِدُ ذُنُوبَ الابَاءِ فِي
الابْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ " (خر 20:
5)
فمعناها ان المحيط كله
اصبح ممتلئ بخطيه الأباء والأبناء، لكنه لم يذكر ان الأبناء ورثوا الخطيه عن أبائهم
فالحاله الوحيده
الى فيها ترتبط الخطيه باخر هى خطيه ادم " اَلنَّفْسُ الَّتِي
تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ
مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ
يَكُونُ (حز20:18) "
+
اماالدليل على أن الخطيه انتقلت
الى الجنس البشرى كله هو ان الموت انتقل الى الجنس البشرى كله
فيشير الرسول الى الفتره
قبل الناموس ليعطى دليلاً أخر بأن الموت مرتبط بالخطيه فيقول :
" إِنَّهُ حَتَّى
النَّامُوسِ كَانَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْعَالَمِ. عَلَى أَنَّ الْخَطِيَّةَ لاَ تُحْسَبُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ نَامُوسٌ. لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى
" (رو 5: 13-14)
وهنا يتكلم عن خطايا البشر
قبل الناموس وانها لاتحسب عليهم .. " لأَنْ بِدُونِ النَّامُوسِ الْخَطِيَّةُ
مَيِّتَةٌ " (رو8:7)
ومع هذا فان هؤلاء الناس
قد ماتوا فكيف وجد هذا الموت الذى ماته الناس من ادم الى موسى ..؟
فتكون الاجابه الوحيده أنها خطيه ادم التى يتبعها الموت
فتكون الاجابه الوحيده أنها خطيه ادم التى يتبعها الموت
4-
الخطيه ذنب
وقصاص
طالما ان الانسان ورث
خطيه ادم معناها أنه ورث كل صفاتها ومعانيها فهى تعنى (ذنب، تعدى، تخطى)
والخاطئ الذى يتعدى ناموس الله يصير تحت القصاص وهذه
السمات تصحب ميلاد الانسان فيولد مذنباً
+ ولهذا يقول
داود النبى :
" زَاغَ الأَشْرَارُ مِنَ الرَّحِمِ. ضَلُّوا
مِنَ الْبَطْنِ مُتَكَلِّمِينَ كَذِباً (مز
58: 3) "
" هانذا بالإثم صورت
(حبل بي) وبالخطية (وليست بالخطايا حسب اليونانى والقبطي) حبلت بي أمي (مز5:51) "
+ كذلك قال
الرب بفم إشعياء النبى :
" وَمِنَ الْبَطْنِ سُمِّيتَ عَاصِياً (اش8:48) "
+ويقول سليمان الحكيم :
+ويقول سليمان الحكيم :
"
الجهالة مرتبطة بقلب الولد (أم15:22) " [3]
+
ولقد شهد الرب بذلك :
لان تصور <الكلمة تعني أيضاً تخيل قلب الانسان>
شرير منذ حداثته (تك21:8)[4]
المولود
من الجسد جسد هو.. (يو6:3)
لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا. (رومية 05:19)
مع العلم ان كلمة (جعل) مبنية للمجهول والضمة علي الجيم يعني دون إرادتهم
لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارا. (رومية 05:19)
مع العلم ان كلمة (جعل) مبنية للمجهول والضمة علي الجيم يعني دون إرادتهم
وهذه النصوص تشهد بأن
الخطيه بدأت فى جميع بنى ادم منذ أن كانوا فى البطن وفى ارحام امهاتهم
5- الذى فيه أخطأ الجميع
GNT : ἐφ᾿ ᾧ
πάντες ἥμαρτον·
+ تعنى ربط خطيه البشر
جميعهم بخطيه
ادم لأن خطيه ادم لحقت نسل ادم كله كونه أباً للجميع يحوى فى صلبه الجميع، فالبشريه كلها
كانت فى صلب ادم حين اخطأ
فقد أخطأ ادم ولكن ليس
كشخص بل كممثل ورأس للجنس البشرى كله، وكمثال للمسيح ادم الثانى الذى قدم ذاته أيضا
نيابه عن الجنس البشرى كله
+ ونفس المنطق
استخدمه مار بولس فى الحديث عن علاقه لاوى بإبراهيم عندما قدم ابراهيم عشراً من غنائمه
لملكى صادق فيقول
" حَتَّى أَقُولُ كَلِمَةً: إِنَّ لاَوِي
أَيْضاً الآخِذَ الأَعْشَارَ قَدْ عُشِّرَ بِإِبْرَاهِيمَ! لأَنَّهُ
كَانَ بَعْدُ فِي صُلْبِ أَبِيهِ حِينَ اسْتَقْبَلَهُ مَلْكِي صَادِقَ (عب 7: 9-10)
"
6-
المدلول اللاهوتى
لوراثه الخطيه
+
اذا اكتفينا بالقول باننا ورثنا
من ادم الطبيعه الفاسده الفاقده للنعمه فقط ولم نرث خطيه ادم نفسها فكيف نفسر أن الله
البار العادل يحاسب الانسان على هذا الفساد الطبيعي ! فمار بولس لم يسمى انتقال الخطيه
من ادم الى ذريته " فسادا " بل يسميه " خطيه "
فلم يقل دخل الفساد الى العالم وأن الجميع فسدوا بل يقول دخلت الخطيه الى العالم وان الجميع خطئوا
فلم يقل دخل الفساد الى العالم وأن الجميع فسدوا بل يقول دخلت الخطيه الى العالم وان الجميع خطئوا
+ كذلك القول
بأننا لم نرث الخطيه بل النتائج فقط يهدم عقيده الفداء من جذورها لأنه فى هذه الحاله
يكون الانسان غير مذنب وبالتالى لا يستحق القصاص، وبالتالى لا يحتاج الى الفداء ..
ويتحول فكر الصليب الى رحمه فقط وليس عدل ورحمه .. وبذلك يستبعد جانب العداله عن موضوع
الفداء تماماً ويستبعد فكرة الدينونة
المراجع
1- البيلاجية هى هرطقة
تنادى بأن الإنسان يصل إلى الخلاص بمجهوداته الخاصة بعيداً عن نعمة الله أو أحياناً
مع نعمة الله
والاسم نسبة إلى بيلاجيوس اللاهوتى الرومانى الذى علّم فى القرن الرابع والخامس وقد كانت تعاليمه نسكية، ونادى بأن الإنسان له حرية الاختيار وأكد أتباعه على إنكار تأثير الخطية الأصلية على الإنسان مما يضعف من دم المسيح وعمله الكفاري ويعتبر احد اوجه الغنوصية فى أن النسك او الجهاد دون عمل النعمة يصل بالإنسان للملكوت
والاسم نسبة إلى بيلاجيوس اللاهوتى الرومانى الذى علّم فى القرن الرابع والخامس وقد كانت تعاليمه نسكية، ونادى بأن الإنسان له حرية الاختيار وأكد أتباعه على إنكار تأثير الخطية الأصلية على الإنسان مما يضعف من دم المسيح وعمله الكفاري ويعتبر احد اوجه الغنوصية فى أن النسك او الجهاد دون عمل النعمة يصل بالإنسان للملكوت
2-
كلمه διά عندما تضاف الى كلمة يحذف حرف ά
عبارة (إجتاز الموت) تعنى (إجتازت الخطيه) لأن الاصل هى الخطيه أما الموت فهو الظل الخطية هى المرض وفساد الطبيعة والموت هو العرض
فالظاهر انه ميت ام السبب فى هذا هي الخطية وإن قلنا دخل الموت إذاً لابد أن تكون دخلت الخطيه أيضاً لأنه كيف يدخل الظل دون الأصل، وكيف نتكلم عن الظل وطبيعه الظل لا تُفهَم إلا بارتباطه بالأصل ومن ناحية اخري فالذين يفصلون بين الخطية والموت نسألهم سؤال هل يوجد سبب اخر للموت وعلى هذا فيمكننا فصل الموت عن الخطية وربطه بالسبب الاخر إن وجد
عبارة (إجتاز الموت) تعنى (إجتازت الخطيه) لأن الاصل هى الخطيه أما الموت فهو الظل الخطية هى المرض وفساد الطبيعة والموت هو العرض
فالظاهر انه ميت ام السبب فى هذا هي الخطية وإن قلنا دخل الموت إذاً لابد أن تكون دخلت الخطيه أيضاً لأنه كيف يدخل الظل دون الأصل، وكيف نتكلم عن الظل وطبيعه الظل لا تُفهَم إلا بارتباطه بالأصل ومن ناحية اخري فالذين يفصلون بين الخطية والموت نسألهم سؤال هل يوجد سبب اخر للموت وعلى هذا فيمكننا فصل الموت عن الخطية وربطه بالسبب الاخر إن وجد
3- الولد بالعبري هو
(נער) وتشير إلى الشخص
من مرحلة الولادة (كما في يش21:6) إلى مرحلة البلوغ Strong's Hebrew Dictionary: H5288
4- وكلمة حداثته بالعبري
هي (נערה) وتعني طفولته (Childhood)؛ وهي من أصل (נער) المستخدمة في (أم15:22)Strong's Hebrew Dictionary: H5271
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تسعدنا تعليقاتكم وارائكم.. اذا وجدنا نعمة فى عيونكم فرجاء مشاركة ما نكتبه على مواقع التواصل والرب يبارك عملكم